السبت، 3 مارس 2012

العنقاالى....!!

ينادونه ب (العنقالى)!!
كان يعتمر عمامة من خشاش الاقمشة...التى تنبت (بروسا) من بقايا القصاصات فى سوق (الترزية)...
كان حمالا متعدد الاوجه واللغات!!
من لغة التبوسة والهوسة الى عامية العربية وفصحى لغة (الجسد)!!
والاخيرة تشهد بها نساء سكن بيوت ذات رايات..ولسن بمتصوفات...!!
العنقالى...
يؤمن فى قرارة نفسه انه مجسد الإشتراكية رغما عن ديكتاتورية (العضلات) التى يفرض بها وجوده ورايه...
فزملان الشقى..يشهدون له بوقفته فى كل النوائب والمصائب..بجوارهم..فما ان تحس بانك تحتاج احدا..إلا وكان العنقالى حاضرا..
برث ثيابه وعمامته الفريدة...
وصوته الجهورى يردد (أركز..اركز شدة وبتزوول)..خلقونا للمجاابدة..والدردرة!! اركز اركز أأأزووول!!
لا احد يعلم حقيقته...فهو حين يحتسي تلك القنان والكؤوس..يتبدل الحديث فى طرف لسانه..فيهرف بكلمات..تدل على إلمام ودراية..لا تتوفر إلا فيمن تلقى تعليما...(ما)..او كان دارسا....!!
وفى احد تلك الجلسات..التى تثبت فيها الاجساد..لتفسح المجال لحركة الكؤوس..ودوران الرؤوس...
إحتسي العنقالى اكثر من المعتاد..واكثر من ندماء الجلسة...
ثم وقف فجأة...
متخلصا من ثيابه...
تعرى تماما...واعاد تثبيت عمامته على رأسه وخرج...
سار مترنحا فى تلك الاذقة..
الى ان وصل اطراف البيوت...
سار حتى تلكم الشجرة...
والتى كثيرا ماشاهدوه ينام تحتها ساعات طوال..
وكان يطلق عليها إسما غريبا (سدرة منتهى الفوضى)...
وقف تحتها...
نظر اليها...
ثم همس..
(اليوم اتييك عاريا بنصف عقل)....
ثم اخذ يهمهم باحد الغات التى يجيدها...
نزع عنه عمامته...واحاط بها جذع الشجرة..
تراجع خطوتين الى الخلف..
كانت كعروس (رحطها) فى وسطها....
هكذا لاحت له فى مخيلته...
و....
نام محتضنا جذعها...!!
..... ......
فى الصباح..
كان يتحرك بخفة ونشاط حاملا احماله..فى وسط السوق
مرددا اغنية بلغة التبوسا..
فى الظهيرة...
كان هناك...فى احد بيوت الرايات ...
يحمل (ساقيها) فوق كتفيه..
وسط صرخاتها من النشوة..
فى العشية..
كان جالس اسفل عمود نور بطرف السوق..
يقرأ فى ذاك الكتاب الاصفر..
(اسرار الخاتم السليمانى)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق