الثلاثاء، 17 أبريل 2012

لونان..فى لوحة الذات..."

لست مخبول..
ولست أهُزي..
صدقنى..
أرجوك صدقنى..ولا ترمقنى بتلك النظرات..!!
سئمت انا حياتى..
ووضعى هكذا..؟
اُ أُ أٌريد أن انجب..!!
تلك رغبتى..
وكل أمنياتى........
ان اخرج من هذه المُزحة؟
اريد ان اعيش كفتاة طبيعية..!!
.....
عدل الطبيب من وضع نظارته اعلا انفه الضخم
زم شفتيه..
بلع ريقه..
وأعاد تفحص ملفي الطبي المُحتشد بكمية من التقارير والصور الطبية..
....
اخيرا فتح فمه ونطق..
جاءت كلماته هادئة, وإن عكست مايدور فى دواخله,من صراع,علمي وعقدي,وثقافي..
قال لي:
أنا اتفهم ..اتفهم..لكن..؟
_لكن ماذا؟ (قلت انا)
_لا اظن انه سيكون أمثل هُنا؟ اعتقد أنه من الأفضل ان تُجريها خارج الوطن..و
_ليست لي إمكانات لان أغادر لاي مكان أخر (هكذا قاطعته)
فاجأنى بتلك النظره الصارمه,و
قذف بالملف على وجهى,,
أربكتنى فعلته تلك تماما..
وجدته يقف على أقدامه صارخا بوجهى فى ثورة :
_ طيب لامن ماعندك !؟
ال ( ,,,,,) .. !!!!!!!!
ليك شنو؟؟
إتفضل امرق بره..
بلاش (مياعه) معاك...
يا.............
سكت برهة..
أدركت فيها..
انه لايجد لى وصفا مناسبا..
لينادينى به..!
.....
حملت اوراقى و
خرجت..
مغادرا المشفي ..
وفى حلقي غُصه..
إنه قدرى..
أن انجب هكذا..!
تلك مشيئة ربي,ولا إعتراض لدي حولها,
لكنى حانق غاضب,من وضعي بينهم..
ذاك المجتمع المتخلف..!
الجاهل...!
........
مشيت..على الطريق ..
مُطرقا على الأرض..
سالت دمعات على خدى..
لم أبه بها..
تركتها تغسل بنزولها بعض احزانى..
وأتجهت صوب النيل هُناك..
ابُثه ألامى..
...
جلست قبالة ضفته..
تحت تلك الشجرة الظليله
ارمي عليه بعض الحجارة الصغيرة
اتابع الحلقات المنكسرة, التى يحدثها سقوط الاحجار على وجه المياه..
قطع علي احدهم عزلتى بالسلام..
رفعت راسي اليه , مجاوبا..
كان رجلا,فى الخمسين من عمره كما يبدو,عرفتت انه موظف فى شركة الإتصالات تلك, من تلك الملابس عليه,كان شعارها واضحا عليها....!
جلس بالقرب منى..
احسست بنظراته تحوم حولي..
لا....
بل تلتهمنى..
كما هى عادتهم , دوما يلتهموننى بنظراتهم,ثم يبدؤون فى مضايقتى..
احسست انه من الافضل لي ان أُعاود ادراجي الي البيت..
قمت ناهضا..
داهمنى بالحديث:
_شنو..؟ مابدرى ياخ, اقعد إتونس , ونتعرف و
قاطعته:
_شكرا..
رايت تلك الدهشة التى تعودت ان اراها على وجوههم كلما سمعو صوتى,إستدرت ومشيت...
سمعته من خلفي يطلق صفيرا و...
يدندن..
(خدعوك..وجرحو سمعتك)..و
اسرعت فى خطواتى..
سمعته ينادى..:
يا....
دقيقة يا..حلو...!!
ياااا
يُووووووووووووووووووووسف..!!
يااا أبو الشباب...ياااحلو..
ياااا وووولد..
يااااااااااااا
إنطلقت اعدو..
عادت دموعى مجددا..
لتبلل وجهى..
وانا اصرخ..:
متخلف..
متخلف..
متخلفووووون
كلكم متخلفون............!!
.............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق