الأحد، 8 أبريل 2012

المٌهمة المستحيلة........

اللعنة"
هكذا صرخ..
اخرج (شيئه) منها ..
وركض...
و..
دوى صوت إنفجار صم الأذان ..!
...
فى صبيحة اليوم التالى..
حملت عناوين الصحف هناك:
إنفجار سيارة ملغومة بالقرب من مدخل محطة المترو..يؤدى بحياة عاشقين من السياح"
....
فى ذاك المبنى على ضفة النيل..
وقف الرجل البدين ينظر من خلف النافذة ذات الزجاج القاتم,عاقفا يديه خلف ظهره,الى باحة المبنى العتيق حيث تمتد الحدائق المخضرة,وعليها توزعت اطقم الحراسة افرادا وجماعات..
نظر الى ساعته,تحرك نحو المكتب الفخم وجلس خلفه..
عدل من وضع اوراقا امامه..ضغط على زر جهاز إتصال..وبلهجة امره طلب من محدثه هناك أن يسمح لهم بالدخول...
برهة قصيرة وكان ثلاثتهم يقفون امامه, أدى احدهم وهو مرتديا زيا عسكريا تبرز كثرة الأوسمة والنياشين على صدره مركزه المرموق, التحية العسكرية بينما الاخران وقفو بطريقة تعكس شخصياتهم العسكرية ايضا".
أمرهم بالجلوس..بنبره بدأ عليها بعض التوتر والقلق..
نظر الى اقصرهم قامة قائلا:
دة شنو (الهببتو) دة!!
_عزرا سيدى ..بس ماكان فى وسيلة اخرى.
_اصلا الخطأ من الاول إنكم ماشاايفين شغلكم كويس؟ البلد سايبا يدخلوها ويمرقو ويسجلو ويصورو وأنتو نايمين خالص.ماجايبين خبر..
_عفوا سيدى (بصوته الغليظ) نطق صاحب البذة العسكرية..المُهم انو الملف إتباد ودُمر بالكامل.!ومافى اى حاجة بتثبت او تشير انو رجالنا وراء العملية دى! و........
_رمقه (الرجل من خلف مكتبه) بنظره صارمة مقاطعا
_ انتة بالذات ماتتكلم فى الموضوع دة!
كفاية الهببتو هناك ..شابكنى مسيطرين على الاوضاع ..مسيطرين وطلعتو اصلا ماعندكم وجود هناك؟
بلع (الرجل) ريقه محاولا التعقيب..إلا ان إشارة من يد الرجل جعلته يعدل عن محاولته,والإكتفاء بمسح راسه الاصلع بذاك المنديل وتعديل وضع القبعة العسكرية عليه مجددا"
_طيب الولد والبت..الماتو ديل؟
_اصلا اوراقهم الثبوتية المعاهم والعملناها ليهم بتشير لانهم من غرب افريقيا..مافى شئ بيشير لانهم تبعنا..وهم اصلا غير معروفيين خارجيا,هم بيتبعو للداخل هنا" ربنا يتقبلهم ويرحمهم..ماكان فى خيار غير انهم يعملو كدة!
هم من خيرة الشباب هنا..انا اشرفت على تدريبهم وإعدادهم بنفسي ...هكذا نطق البدين"
رمقه (الرجل) ايضا بنظرة لا تعكس رضاؤه أبدا..
_ربنا يلطف ويسهل ..نطق بها ايذانا بإنتهاء النقاش..عموما ما داير اى اخطأ وشوشرة فى الموضوع دة..تابعوه كويس!!
خلونا فى المصائب التانية النحنا فيها أصلا؟ نحنا ماناقصين أفتكر..!
وبأشارة من يديه..نهضو..أدو التحية بنفس مشهد دخولهم ..
وغادرو...
...................
فى ذاك الشاطئ ..
وعلى إحدى الجزر الكاريبية الصغيرة هناك..
تمدد هو على الرمل..
وهي بجانبه .
كانت تجلس على كرسي شاطئ تطالع فى مُجلة نسائية..
قالت له:
ثلاثة سنوات .. رغم انو المكان حلو بس انا خلاص مليت..
تبسم هو قائلا:
الاتفاق واضح من الاول..خمسة سنوات هنا ..وتانى ثلاثة سنوات هناك .. وبعداك نحنا احرار نختار حانعيش باقي عمرنا وين؟
_اااه..(تنهدت) ياخ وهو حايفضل عُمر لي ده كلو؟
_ اتعشم ذلك (هكذا قال) ثم اطلق ضحكة مجلجلة و..
_مش احسن من تموتى بدرى هناك!!
لم تجاوبه..كانت تحلق ببصرها بعيدا مع اسراب من طيور المحيط هناك...اخذتها معها تحلق فى ذاكرتها..تذكرت ماضي بعيد....
الملجأ.....!!
معسكر التدريب الذى أُخذت له وهى فى عامها العاشر..
وكيف اختلفت حياتها البائسة التى عاشتهافى الملجأ , و شخصيتها التى رُسمت لها داخل المُعسكر....؟
التعليم المُوجه..التدريب على كل شئ,لغات,حاسوب,إلكترونيات,العاب قتالية,اسلحة,وموجهات ذاك الكيان..!
ثم الإلتحاق بذاك الجهاز الحساس زى الصبغة العسكرية...
و.............
تلك المهمة التى أُوكلت لها فى تلك الدولة الاوروبية هي وزميلها المُمد بجانبها.......
و..........
كيف اقنعها ..ب
عكس المهمة..
لصالح الدولة الاوربية نفسها..
تذكرت تلك اللحظة..
التى اخرج زميلها فيها..
شيئهُ..ذاك الجهاز الإلكترونى...!
من تلك السيارة..
ليدوى ذاك الإنفجار المحدود..!!
الذى تزامنت معه اصوات مضخمة؟ بفعل تقنيات الصوت من اجهزة وزعتها تلك الجهة التى أٌقنعت بالعمل لصالحها...و...
مكوثهم فترة فى تلك البلاد..
تمت فيها إجراء ثلاث عمليات تجميل لها ولزميلها بدلت ملامحهم كليا..
ثم إنتقالهم لهذه الجزيرة...
و........
سالت منها دمعة ..فلتت من عينها رغما عنها..
وقفت على اقدامها..
مشت على الرمال مسافة..
وقفت..
رفعت عينيها الى السماء..
تمتمت بكلمات خفيضة ..
كانت ترجمة لتلك الامنيات القلبية فيها..
أن توظف الثروة التى اضحت تمتلكها......
فى مشاريع عملاقة..
ومنظمات مدنية..
لصالح رعاية أطفال الملاجئ...
هُناك فى قارتها السمراء...
ومنع إستغلالهم...
من البعض لخدمة إجندتهم الخاصه"
.........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق